الأربعاء، 25 مارس 2009

شباك مفتوح على الروح .. شباك الروح الإصدار الأول لإضافة الثقافية

بدأت فكرة الجماعات الأدبية منذ بدايات القرن الماضي؛ فظهرت كيانات ثقافية بارزة في المشهد الثقافي، فرأينا في الأربعينات من القرن الماضي بعض الجماعات مثل:\"نحو المجهول\" و\"الثقافة الجديدة\" و\"\"الفن والحرية \". كما تلتها في الستينات جماعة: \"جاليرى 68\"، ثم ظهرت في السبعينيات جماعات نشطة مثل: \"كتاب الغد\" و\"إضاءة 77\" و\" أصوات \"، ثم عادت نفس فكرة الجماعات الأدبية في بداية التسعينيات بجماعة: \" نصوص 90 \" بعدها جماعة \"الجراد \"، والآن تعود فكرة الجماعات الأدبية بكثرة حتى أصبحت ظاهرة فنرى جماعة \"إطلالة\" و\"جماعة الكل\" و\"جماعة آدم\" وغيرها.
ثم تأتي أحدث الجماعات الأدبية المعلنة وهي جماعة \"إضافة \" التي تكونت في المنصورة، وأعلنت في أول اجتماع لها كمنفستو شرطين أساسيين للانضمام للجماعة وهما: ألا يكون مُطبِّعا مع الكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال، وألا يكون ممولا من أي جهة مهما كانت توجهاتها. وكان من أهم انجازات الجماعة صدور كتابها الأول \"شباك الروح\" وتسعى جماعة إضافة أن تساعد أعضاءها على صياغة أحلامهم في التحقق الأدبي والتواجد داخل المشهد الثقافي، وقد أصبحت فكرة الجماعات الأدبية هي المنفذ الذي يراه أعضاؤها للخروج من دائرة التهميش الإعلامي والثقافي وإحدى طرق الخلاص من انحياز المؤسسة الثقافية الحكومية إلى فئة معينة وهيمنة قلة من الأفراد على سلاسل النشر، وفي ظل تفشي الفساد الثقافي صار التجمع الأدبي هو محاولة لإثبات الذات.
ويُعدُّ \"شبَّاك الروح\"، الذي نشرته جماعة إضافة في سبتمبر الماضي، خطوة جادة نحو تحقيق هذا المسعى الذي يبغيه أعضاؤها، وهو كتاب إبداعي مُجمِّع لأجناس أدبية متنوعة مثل شعر الفصحى وشعر العامية والسرد القصصي، وهو يضم نصوصا لتسعة عشر شاعرا وقاصا، قدّم له الشاعر إبراهيم الجهيني يقول في مقدمته: \"هذه هي تجربتنا نطرحها بين أيديكم.
نحن مجموعة من الكتاب نحاول أن نصنع حركة ثقافية قائمة على التحاور والحوار بين الأشكال الإبداعية المختلفة، وهي تجربة تجمع كتاب إضافة باختلاف مشاريعهم ومنطلقاتهم الجمالية، من بينهم عدد من الكتاب له تجربة سابقة ، ومن بينهم أيضا أصوات جديدة متميزة لها تجارب تبشر بقدوم كتابة متحققة\".
السمة الغالبة على نصوص هذا الكتاب هي النوستالجيا، الحنين إلى لحظات ماضية وتاريخ مضي، قد يأخذ هذا الحنين الرجوع إلى ألبوم صور قديم أو لعبة كانت تمارسها تلك الذوات التي تفتقد تواصلها مع واقع كابي، ونلحظ أن هذا الحنين هو ملمح ما بعد حداثي يأخذ تجليات عدة .
بدأ الكتاب بقصيدة للشاعر يحيي قدري \"شباك الروح\" والتي أخذ منها الكتاب عنوانه، ويرصد فيها الشاعر في لغة طازجة وصور بسيطة وتلقائية تفاصيل صغيرة ومنمنمات تعكس حيرة الذات أمام العالم ومحاولتها الاحتماء بتلك التفاصيل الإنسانية واللغة التي تقترب من لغة الحياة اليومية، يقول يحيي قدري:
شباك الروح المتوارب
على مطبخ أمي
متشنكل عشق وبيغبر
فتافيت م الشوق
بينادي ويسألني:
لسّاك بتجوع
أول ما الست الغلبانة بتخش تنام
وتقوم مفزوع
لما بتتغير خطوتها\".
كما نرى ذات الشاعر في قصيدة \"نيجاتيف\" يعرض لنا في نوستاليجا حميمة، وارتداد الذات الشاعر نحو تفاصيلها التي يحملها نيجاتيف قديم، لحظات إنسانية تعرض فيها الذات أوجاعها وأتراحها وأفراحها في كادرات سريعة، ولغة تتوسل بغلة الحياة اليومية، وصور فيها جدة وطرافة يقول يحيي قدري:
كل الصور اللي اتبقت
من فيلم قديم
مانتش فيها
فوق التسريحة
تحت إزاز الكومدينو
خرابيش صفرا
كاحتة الملمح
نيجاتيف بهتان
لوشوش سمرا
بعيون حمرا
كانت فاكرة إنها علطول باقية
وكإن ذنوب أيامك
أكتر م اللي تخلي الدنيا
جنة عليك . \"
واستمرارا لذلك الملمح الما بعد حداثي نرى شاعرا مثل محمد منصور يعود للعب الطفولة، فيقدم لنا لعبته المفضلة \"كيكا على العالي\"، يتماس مع اللعبة الشعبية الطفولية، يرصدها لنا في لغة جذابة وحيوية، ويقدم لنا من خلالها خيبات الذات الآنية ورغبتها في تخطي تلك الخيبات والاحتماء بلحظات الطفولة واللعب يقول:
\"طول ما نا نايم بحلم بيها
ييجي الصبح ونرجع تاني لنفس اللعبة
مرة كبرنا !
ونسينا اننا كنا بنلعب
من يومها حاسس كأني
حد ف ظهري بيجري ورايا
وفضلت أجري
لما تبعت ..
نطيت على نفس الحجراية
وفضلت اصرخ
كيكا .. كيكا
ما لقيت حد بياخد إيدي
ولا قادر اكمل في الجري
مانا متثبت
قابل كيكا .
وحين نأتي لشعر الفصحي يطالعنا الشاعر محمد أبو الفتوح بقصيدة \"دوائر غير منتهية \" نرى فيها الذات تعاني ذلك القلق والانفصال عن الواقع، في مفارقة شديدة الوطء، وتعود لذاكرة معطوبة لا تحمل سوى الشجن، تبحث عن لحظات حميمة من ماض طفولي حيث اللعب على الدراجة في دوائر غير منتهية في ذاكرة تحتمي بلحظاتها من ألم الواقع يقول:
تشتري حياة
بجنيه واحد
ثمن كوب شاي حالك
ونتنقي
آخر مقعد في الذاكرة
علك تبقى مبتعدا
عن ذاك الحشد الممتد
عبر الزمن
شجن يعتريك
حين تعبث بوجهك
نسمة من صيف 1990
فتجد نفسك
فوق دراجة بثلاث عجلات
في ساحة عمل أبيك الشاب .
وحين نأتي إلى السرد نجد تجربة فريدة للقاص محمد الجابري، فنقرأ له قصة \"عشب أخضر ليلي\" وفيها رجوع جديد إلى لحظات طفولة فائتة وشعور بالحنين لذلك الزمن الفائت، سرد بعين طفل للحظات تقفز من الذاكرة وتتشكل في الفضاء السردي وكأنها تتم الآن ولا يجري استرجاعها من الذاكرة.
فنرى الصغار يجلسون على العشب الأخضر يتسامرون، ويحكي أحدهم لهم قصة حبه الطفولي البرئ لشيماء زمليته في الفصل، والصغار يتواطؤون معه ويساندونه في علاقته الطفولية تلك يقول: انتشينا برفيقنا عبد الله الذي كسر الحاجز الذي نرتجف من عبوره. كلهن يفضلن الأولاد ذوي الشعور الناعمة والمنمقة بلا قمل يغزوها، والملابس المكوية، والوجوه المغسولة، والأحذية السليمة عديمة الرائحة، أما نحن فكنا نبدّل بيننا ملابسنا بما فيها بنطال بجيب خلفي وحيد.
وبالمنطق الذي يكتنزه ويجتره الفقراء كنا ندرك أننا لن نحظى بنظرة من بنت سواء من الطبقة العليا أو من الطبقة المساوية، فهن ينظرن ـ أيضا ـ نحو الأولاد المنتمين لطبقة سطح السائل الفاخر، إلا أن عبد الله جمّد خوفه ولم يحفل بشيء وطلب منها البراية\".
أما القاص نصر عبد الرحمن، فيطالعنا بقصة \"ومضات\" وفيها نجد نفس الرجوع للحظات كانت يوما حميمة ودافئة ولكن الذات تفتقدها بموت الأب على عجلات قطار، هي ومضات يعود إليها بذاكرته كنوع جديد من النوستالجيا علها تضيء ظلمة الذات وتمحو قلقها الوجودي، فيوزاي القاص ذاته الساردة بذات أخرى تمثل الحبيبة يتوجه إليها بالخطاب، في لغة سردية متوترة ودالة يقول: يكذبون عليّ ويقولون إنه سافر، أتظاهر أني أصدقهم؛ لأني أعرف أنه مات، وأن الموت كالسفر تماما، غياب وظلمة، وأنت نور خرج من الظلمة؛هالة صغيرة باهرة، خفيفة كريشة بيضاء، حين حملتك أول مرة ونشقت رائحة جسدك، فرحت. ضممتك أكثر، ثم خفت عليك، فوضعتك إلى جوار أمك، لكن كفك امتدت نحوي وأنت تبكين، حملتك مرة أخرى فتحول البكاء إلى صمت لين\".

العرب أونلاين

الثلاثاء، 3 مارس 2009

شباب وسط البلد / حوار حنان الشريف

حوار حنان الشريف
اديبة واقعية دؤوبه فى عملها وحركتها مستمرة بنشاط تشتبك بأبطال روايتها فى جميع القضايا دون تردد لا تضع سقف ولاحدود وتتخطى الحواجز خصوصا وإن كانت كتباتها فى قضايا تمس الواقع وتغير من حال المجتمع للأفضل والأجمل حوارنا مع كاتبة سكر نبات وعمرة الدار وعشق البنات تلك الرواية اثارت جدل بسبب دخلوها الى اعماق مجتمع والخروج بما تكنه كل انثى وان اختلفت المسميات :
1- ممكن نتعرف اكتر على الاديبة هويدا صالح ؟؟
أنا هويدا عبد القادر صالح .. مواليد المنيا .. أعمل مدير عام لجريدة " المال والعقار " .. ولي فيها عمود أسبوعي .. وأكتب الدراسات النقدية المتخصصة في الأدب والثقافة و أدرس النقد الأكاديمي .. صدرت لي مجموعة قصصية بعنوان سكر نبات ورواية عمرة الدار ، ثم رواية عشق البنات .. لي روايتان تحت الطبع ، كما لي مجموعتان قصصيتان وكذلك كتاب نقدي .. وكتابان مشتركان مع آخرين تحت الطبع في دار إلياس للنشر والترجمة ..
2- ماذا تمثل لك كتابة الرواية ؟

الرواية تمثل لي صنع حياة حقيقية من لحم ودم ، على عكس الشعر والقصة القصيرة اللذان يختزلان العالم ويعتمدان على التكثيف وشعرية اللغة ، لكن الرواية تعتمد وتراهن على أن تقدم حيوات حقيقية نحبها ونتعاطف معها أو نستنكر وجودها ، المهم تدخلنا في فضائها ولا تفلتنا ..
3- عند أول ظهور لرواية عشق البنات لاقت نجاح جمهورى منقطع النظير فما شعورك ؟؟ وهل كنتى تتوقعى لها هذا النجاح ؟؟
شعرت برعب حقيقي من أن تصادر لأنني لا أحب المعارك التافهة والساذجة التي يثيرها البعض حول الأعمال الأدبية ، وكأن المجتمع حل كل مشاكله وعقده ولم يبق سوى أن يقيم محاكم تفتيش للمبدعين .. كما شعرت بفرح كبير أيضا لأن غاية المبدع أن يقول له أحدهم برافو عليك كتبت رواية جيدة ، أو يحب القارئ شخوصه التي صنعها من بعض روحه .. وصدقيني لو قلت لك أنني توقعت النجاح العظيم لروايتي الأولى عمرة الدار .. أكثر من عشق البنات ، ولكن لكل رواية فيهما ظروفها وأسباب نجاحها ..
4- سبب الإختيار لأن تحمل الرواية إسم " عشق البنات " ?

السبب أنني أردت أن أقدم تجليات العشق في حياة المرأة ،، كيف تعشق .. كيف تحب .. ليس الرجل فقط ، بل كل تفصيلة صغيرة في حياتها .. نسائي كلهن عاشقات للحياة .. وإن استسلمن قليلا للقهر ،، إلا أنهن يعشقن الحياة بشكل حقيقي ، ويرفضن الاستسلام للموت .. لذا سميتها عشق البنات ..
5- لماذا أخترتى اسم المدونة لأن يحمل نفس إسم روايتك " عشق البنات "?
لأنني وأصدقك القول أردت أن أقدم من خلال المدونة مساحات كبيرة من العشق ، لأن العالم مليئ بالحقد والتنافر والكراهية .. ولن ينصلح إلا إذا عشقنا بحق .. العشق بكل صوره يقضي على الكراهية والعنف والقسوة
6- بعد صدور الرواية وتصدرها جميع فروع دار الهلال حدثت بعض المشاكل من المتشددين الذين لم يرضوا عن البنات التى تحتويهم الرواية فما وقع ذلك على نفسك ؟؟
وكيف واجهتى هذه الأزمة ؟؟
المتشددون يريدون أن يعيدونا إلى عصر محاكم التفتيش ، يريدون أن يفتشوا ضمائرنا ،، أن يوجدوا كل الأسباب التي تبرر كرههم لذواتهم .. هم لا يكرهوننا نحن ، بل يكرهون أنفسهم ووطنهم .. يريدون عالما مليئا بالقسوة .. فطبيعي جدا أن يفتشوا داخل مساحات الجمال عن وسائل لمحاكمتها .. وأنا مثلي مثل غيري عرضة لأي واحد يحاكم ويقاضي باسم الدين ، هم نصبوا من أنفسهم ظل الله على الأرض ،، ويجدوا متعتهم في قهرنا .. واجهت الأزمة بالتجاهل التام .. مجدي الدقاق رد بقسوة على الأمن الذي اتصل به وهذا دوره كرئيس تحرير للسلسة ، أما أنا فعنفت زميلي الذي جاء إلى من طريق آخر يخبرني أنه كتب تقريرا في الرواية وسيرسله للمفتي .. قلت له جملة وحيدة جعلته يبهت ويندهش ويتراجع عن موقفه .. قلت له يا خالد لو أنك تخشى على الإسلام وشباب المسلمين من روايتي أن تسهم بتقريرك هذا في جعلها تنتشر وتقرأ في قاعدة عريضة جدا .. لو ترى في ذلك ذنبا فستتحمله أنت .. لأنك لو لم ترسل تقريرك للمفتي سيقرأها آلاف .. أو أقل ،، ولكن إن أرسلته للمفتي وشاع الخبر سيقرأها ملايين وتكون أنت من يتحمل وزرها ... الصحفي الزميل الصديق المتشدد خالد البحيري اندهش وبهت وخاف ولم يفعلها ..
7- ماهى الرسالة التى تسعى رواية عشق البنات لإيصالها ؟؟

الرسالة أن المرأة يجب أن تكون قوية .. قوية لا تنكسر أمام أي قهر ، وقوتها تأتي من داخلها .. لا أقصد بالقوة العنف أو الاسترجال .. بل أقصد القوة النفسية الداخلية التي لا تجعلها تنكسر أمام التسلط .
8- الرواية تضم بين طياتها المشاكسات والمحبات والمتعايشات حسب الظروف .. فهل جميعهم من الواقع أم تدخل فيهم خيال كاتبة ؟
بعضهن من الخيال ومعظمهن من الواقع .. الواقع البحت الصريح الفاجع ... بعضهن من الخيال لإكمال الخط الدرامي ، لكن الواقع أشد وأقسى حتى مما قدمت أنا 9- ومن أقربهم إلى نفسك ؟أقربهن إلى نفسي هي ابتسام ووفاء . ابتسام تلك الرهيفة الضعيفة الخافة في كل شيء .. الممتلئة حبا وعطفا ، العاشقة حتى لمعذبيها .. ووفاء التي تتحايل على قسوة عالمها بالفن
9- مشاريعك المستقبيلة
مشاريعي المستقبلية أن أنشر ما عندي من إصدارات كثيرة تحت الطبع ... وأعتقد أنها تستحق النشر .. لكن سلاسل الدولة مغلقة .. والنشر الخاص مكلف ...
اشكرك جدا على هذا الحوار الممتع والقيم وتمنيات اسرة مجلة وسط البلد بدوام التقدم والنجاح

http://www.wostelbalad.com/modules.php?name=News&file=article&sid=236