السلحفاة والفراشة
إلي صفاء عبد المنعم ( السلحفاة ) وإلي روح مجدي الجابري ( أبو منجل ) وسيد الوكيل ( الجعل المقدس ) وهويدا صالح ( الفراشة )
السلحفاة والفراشة الخفة والبطء / الثقل والحركة ...
أحرقت البنت المجروحة بالصمت علبة سجائر ميريت كاملة علي ريق النوم ...
البنت السلحفاة الثقيلة حزينة عيونها .. وصامت قلبها ..
تبحث في كآبة أيامها عن طائر مقدس ..
كان في الأنحاء ذات يوم .. ذات يوم كان في الأنحاء .
. كان يغني للوطن ... يغزل حلم الفقراء أردية .
.. يلملم فيها الروح ... يشاكسها ويعدها بحلم قادم .
.. أيها الطائر لا ترحل الآن .. مازال في العمر أيام لم نعشها
... خمر مسكرة لم نتذوقها .
. رقصات فراشات لم تحملنا بعد علي أجنحتها .
. هل ترحل الآن ؟!
فقط امكث قليلا .. ريثما ألتقط أنفاسي .. ريثما أتلمس جناحيك ..
ريثما أختبئ تحتهما أبعث الدفء في أيامنا الباردة دونك .
البنت الفراشة مبهجة .... وحالمة ..
حملتها السلحفاة علي ظهرها ..
خفيفة روحها .. تتمايل في خفتها .. خفتها لا تحتمل ..
تسير بها السلحفاة ..تسير نحو حلم قادم تضحك الفراشة وتقول لها :
يا سلحفائي العجوز .. حينما تتعبين فقط قولي لي ..
.سأحملك علي جناحي الرقيقين .. لا يغرنك ضعفهما ...
هما قادران علي حمل ثقلك المقدس ..
سأطير في خفة تدهشك .. سأصل بك إلي طائرك المنتظر هناك .
. يعد لك قصرا من قصب وحرير .. يقف على بابه حارسا ...
يعتق لك خمره ... يشعل لك نيرانه .
الطائر الحزين رحل .. لم يعد بقادر علي أن يشرب ماء النيل .. تلوث حلمه .
. لم يعد قادرا علي شرب ماء ملوث ..
كان يقف صباحا .. يفترش جسد حابي .
. يرتوي من مائه الصافي ... فتيات القرية ينتظرنه .
. يملأن جرارهن حيث يغمس منقاره .. يـتأكدن أن الماء صافٍ ..
مازال الطائر المقدس يقف علي البحيرة المقدسة في منف ..
لا يمدن منقاره .. يشعر بالعطش .. ولكنه في انتظار سلحفاته ،
سيدة قلبه .. آتية من بعيد . .. يصفق بجناحيه .. يفسح لها مكانا جواره .
. تمد فمها من داخل الدرقة ... تشرب وتغيب معه في رقصة طويلة .
. لا تشعر بثقل جسدها ... تواصل الرقص .. تغرس أقدامها في طمي النيل .
. تصرخ أيها الطائر المقدس .. يا طائري .. يا إلهي تحوت .. أنقذني .
. يضحك أبو منجل ويقول لها أيتها المرأة العتيقة .. يا ابنة ماعت .
. رع إلهك قرر أن أصعد إليه في السماء .
. أن أعبر جسد نوت ..
قبل الرحيل إلي جواره سأحملك وأطوف بك الدنيا ، ثم أعيدك إلي بيت الحياة .
. وأواصل رحلة الصعود ...
المرأة السلحفاة الثقيلة سقطت منه في بيت الجعة .
. دار السكاري حولها .. الأبالسة يحاولون لمسها ..
هي ابنة ماعت .. رع أنقذها من قلب الميت .
. ألقي بها إلي صوت أم كلثوم .
. أم كلثوم تؤدي ببراعة ..
تطحن الكلمات مثل طاحونة كبيرة ..
( يا قلبي آه ..آه .. الحب وراه أشجان وألم .. وأندم وأتوب وعلي المكتوب مايفدشي ندم .. )
المغنية ضاقت من السكاري فهربت إلي المعبد .
لماذا تركنا السلحفاة في بيت الجعة .. وعدنا ؟
رد ( الجعل ) المقدس دعوها تمرح قليلا .. قليلا قليلا تمرح ..
لعل الجعة تخرجها أو تنسيها الطائر المنقرض ..
. الفراشة تضحك .. ترقص رقصتها الدائرية .
. تنثر علي الجالسين بشراها اليقينية ..
سيعود إليها طائرها الذي رحل ..
سيحملها رغم ثقلها علي جناحيه .. سيلتحمان في زمن قادم .
هامش أخير لا بد منه
الفراشة رمز الخفة في مصر القديمة
السلحفاة رمز الثقل
أبو منجل طائر كان لا يشرب إلا من الماء الرائق وانقرض حين تلوث النيل
رمز به المصري القديم إلي الإله تحوت الذي يسجل أعمال الميت في مملكة أوزير .
حابي .. إله النيل
ماعت ربة العدالة و التوازن
رع كبير الآلهة
نوت إله السماء
بيت الحياة : المدرسة
بيت الجعة : البار للفقراء ويشرب فيه الشعير المخمر أما الأغنياء فيشربون النبيذ .
الجعران المقدس أو الجعل هو حارس المقابر ، الذي يحمل في ذاته صفتي الأنوثة والذكورة .
هويدا صالح و صفاء عبد المنعم
القاهرة
ديسمبر 2006
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 14 تعليقًا:
يا صفاء
الفراشة تعبت
تشعر أنها بقلب سلحفاء وجسد فراشة
القلب صار عجوزا ومثقلا يا ابنة ماعت
الروح تعافر يا صاحبة أبي منجل
لا شيء يبهج هذا الصباح
عامان مضيا وأنت بعيدة يا صفاء
هل سترين هذه المدونة يا سلحفائي وتعودين لتحمليني على ظهرك وتهمسين يا لخفتك يا فراشيتي ؟!
الى الفراشة والسلحفاة
لو كان لى الف يد لسمعتم أهاتى وهى تعزف مع تصفيقهما سيمفونية آهات لا تنتهى
انتما الاثنان تتباريان فى تمرير الآلم الى قرائكم بثقل السلحفاة ورقة الفراشة
كل كلمة ادمت قلبى وان كان التعبير اقل مما اريد التعبير عنه
وبالفعل انا اتفق معك فى ان هذا الرجل هو " الجعل المقدس " وكذلك الطائر الذى
رفض ان يشرب من النيل بعد ان تلوث فتركه الى الفضاء
لكن صدقينى ليس بانتظار الفناء تتحقق الامنيات رغم انى اخر من يتكلم عن التفاؤل
لكننى أرى فى السلحفاة مستقبلى ولا ادرى لماذا ؟!
وبصراحة بينى وبينكما أرفض ان يتم تحنيطى فى انتظار الفناء الحقيقى
فجبانات القدماء لا تستوعب احياء محنطين ابدا ، فاما ينيروا المكان ويضيئوا شموع
ويشعلوا بخور برائحة المسك واما يخرجون فورا قبل ان تقتلهم الجبانة بهوائها المسمم فورا
فتحل اللعنة الزائفة عليهم ...
ارجوكى يا سلحفاة اخرجى من تلك الجبانة القاتلة لان هناك احياء فى الخارج بانتظار طلة
من عينيك الحزينة وابتسامة من تلك الشفاه المبتسمة ابتسامة باهتة مرتعشة
وانت ايها الفراشة الجميلة لا تكف ابدا عن التحليق فالبساتين لا يكتمل جمالها الا بالفراش
تحياتى لكما انتما الاثنتان (صح كدا ولا ايه )
واحب ان اقول لكما ان هذا درسا فى الابداع نشكركما عليه
الى الفراشة والسلحفاة
لو كان لى الف يد لسمعتم أهاتى وهى تعزف مع تصفيقهما سيمفونية آهات لا تنتهى
انتما الاثنان تتباريان فى تمرير الآلم الى قرائكم بثقل السلحفاة ورقة الفراشة
كل كلمة ادمت قلبى وان كان التعبير اقل مما اريد التعبير عنه
وبالفعل انا اتفق معك فى ان هذا الرجل هو " الجعل المقدس " وكذلك الطائر الذى
رفض ان يشرب من النيل بعد ان تلوث فتركه الى الفضاء
لكن صدقينى ليس بانتظار الفناء تتحقق الامنيات رغم انى اخر من يتكلم عن التفاؤل
لكننى أرى فى السلحفاة مستقبلى ولا ادرى لماذا ؟!
وبصراحة بينى وبينكما أرفض ان يتم تحنيطى فى انتظار الفناء الحقيقى
فجبانات القدماء لا تستوعب احياء محنطين ابدا ، فاما ينيروا المكان ويضيئوا شموع
ويشعلوا بخور برائحة المسك واما يخرجون فورا قبل ان تقتلهم الجبانة بهوائها المسمم فورا
فتحل اللعنة الزائفة عليهم ...
ارجوكى يا سلحفاة اخرجى من تلك الجبانة القاتلة لان هناك احياء فى الخارج بانتظار طلة
من عينيك الحزينة وابتسامة من تلك الشفاه المبتسمة ابتسامة باهتة مرتعشة
وانت ايها الفراشة الجميلة لا تكف ابدا عن التحليق فالبساتين لا يكتمل جمالها الا بالفراش
تحياتى لكما انتما الاثنتان (صح كدا ولا ايه )
واحب ان اقول لكما ان هذا درسا فى الابداع نشكركما عليه
18 نوفمبر, 2008 02:10 م
soha.zaky
تعليقك يا سهى إبداع
أرفع لك كل قبعات العالم يا بنت
عارفة يا سهى
أنت بنت جدعة
بنت بمميت راجل يا أم نهى
عارفة
بحبك قوي وبجد
خمر مسكره لم نتذوقها ...رقصات فراشات لم تحملنا بعد على اجنحتها .. تعبيرات جميله واحساس عالى .. تحياتى
هويدا
أنتِ أذكى من صنع هامش لا لزوم له
تعرفى يا دودو النودو كونودو انتى بتفكرينى بأيه بأمى اه والله معلش متزعلش بس دى حقيقة ورغم ان الفرق بينا سنتين تلاتة بس انت شبه امى فى روحها وطبيعتها المتفائلة وابتسامتها اللى مش ممكن تبصيلها ومتلاقهاش وبرضه فى قوتها وصبرها وتحملها على نفسها وعلى المخاليق اللى حواليها سواء كانوا متخلفين او عاقلين او نصابين او حرامية او قتالين قتلة ، بتصدقى كل الناس وكل حاجة طالما قلبك سامح بمرورها ، عموما انا وقعت فى غرامك وبجد بقولك كأنك أمى (زى ما قال على الحجار بالضبط)
fashkool
شكرا يا صديقي
مرورك أسعدني
تحياتي لك
فاوست
طبعا أنا أذكى غصب عنك :)
الهامش لازم لأن هناك بعض المدونيين يغيب عنهم معنى تلك الأسماء الفرعونية وإلام ترمز
مرحبا بك يا جميل
سهى
صحيح الفرق بيننا طلع بس أربع سنين
بس يشرفني إني أكون شبه أمك
وإنك تحبيني كأني أمك ده يسعدني
أنا فرق السن ده مش يفرق معي كثيرا
أذكر وجهك وتعبيراته حينما عرفت سني
وأذكر إنك قلت مازحة أمال بتخلينا نقولك يا أستاذة ليه
وأنا زي ما قلت لك
تقولي هويدا
تقولي أمي
تقولي أستاذة
تقولي هدهد
تقولي يا بنت
كل حاجة منك حلوة وجميلة
وكل كلمة منك بحس إنها تقدير ومحبة
ايه التناغم والرقه دي
مبروك عشق البنات
الله يبارك فيك يا كركوبتي الصغيرة الحبيبة
جو غريب فعلا رحله من الفراعنه وارض الاسرار لجسد النيل الممتد الي ارض الوطن ومهد الحب لحظات من الشجن والبساطه من الغموض سلحفاة خالدة مع الزمن حملت علي اكتافها كل احداث الزمن احزانه واحلامه وفراشة هادئة حالمه تطير في اركان المعابد وتقطع الارض في كنف السلحفاه ونيل حزين وملوث وارض انتهت يوم نساها قاطونوها
معلش سرحت بس الجو ده وداني لكده
عاجبني فعلا الجو ده ويحتاج لوقفه ومعاودة قرائه من جديد ساقرا من جديد وان جد جديد ساعود
شكرا لحضرتك
يا هامشي
سعيدة أنني ولدت منك تلك الكلمات الرقيقة
هذا تعليق مواز يا صديق
تعرف كيف تقول كلاما شجيا فلماذا تتخفي في ثوب السخرية ؟
سعدت حقا بك
وأنتظر عودتك الدائمة
إرسال تعليق